كانَ موّعدُ الصُدفة بالأمسْ .. 
لَمْ ترتدي الأحمر الآخّاذْ  
ولا حتّى الأسوّدْ ,,

 اكتفتْ برداءٍ مِنْ صُنع الشمّسْ .. 
كانتْ المسافة طويلةٌ جدّاً كَـ عيّنيها ,, 
والشارعُ بعيدٌ بِـمقدار صبرٍ ونفسْ ..

ترجّلتْ مِنْ شُرّفتها إلى القمرْ  
فهي مدعوّةٌ لِـ عشاءٍ على شرفِ المطرْ ,, 
آواني عِطرها فارغة 
تعطّرتْ بوشوشة خفيّة وانتقتْ منّه الهمسْ  .. 

هو في دولاب ربطاتِ العُنق غارِقْ 
أيُّ بذلةٍ تليقُ بصُدفة ,,

وأيُّ قميصٍ يليقٌ لوّنه بِصُدفةٍ مِنْ عُرسْ .. 
كيّفَ سيُّهذبُ شعرهُ المجونْ ,,

ويُشعلُ سيجارتهُ مِنْ حرارة الحدسْ ؟! ..

تملّقا نظرة إلى ساعتيّهما ,,

الموّعدْ بتمامْ الصُدفة ...

هو قبلَ الموعد بدقائق سأكونْ

حامِلاً الجوري باسمِ القيّسْ .. 

هي تُنظّمُ نبضها على عقاربِ الساعة

تُبرزُ مِنْ حقيبتها الصغيرة أحمر الشفاه ,,

لو ظهرَ مِنْ قبل دهرٍ لما اقتتلَ الفُرسْ ..

يلّتقيان عند مُنحنى الشارع الخلّفي للقلوبْ

يقتربُ منّها على هفوة ,,

تصفعهُ بِقبلة ,, فقَدْ تأخّرَ نِصف لحظة

وجاء بِتمام الصُدفة ..

 Fatina Halaiqa © 2013